فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال الفقهاء: يقطع سامع الأذان كل عمل باليد والرجل واللسان حتى تلاوة القرآن إن كان في غير المسجد، وإن كان فيه، فلا يقطع ولا يسلم على أحد وأما رده، فقد اختلفوا فيه، فقيل: يجوز.
وقيل: لا يجوز ويشتغل بالإجابة، واختلفوا في الوجوب والاستحباب، فقال بعضهم: الإجابة واجبة عند الأذان والإقامة منهم صاحب التحفة والبدائع.
وقال الآخرون: هي مستحبة وعليه صاحب الهداية.
ويستحب أن يقول عند سماع الأولى من الشهادة الثانية صلى الله تعالى عليك يا رسول الله وعند سماع الثانية قرة عيني بك يا رسول الله، ثم يقول: اللهم متعني بالسمع والبصر بعد وضع ظفر الإبهامين على العينين، كما في شرح القهستاني، وفي تحفة الصلوات للكاشفي صاحب التفسير نقلًا عن الفقهاء الكبار، ويقول بعد الأذان: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته.
ويقول عند أذان المغرب خصوصًا: اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك، فاغفر لي وأول من أذن في السماء جبرائيل وأم ميكائيل عليهما السلام عند البيت المعمور، وأول من أذن في الإسلام بلال الحبشي رضي الله عنه، وكان أول مشروعيته في أذان الصبح.
قالت النوار أم زيد بن ثابت: كان بيتي أطول بيت حول المسجد، فكان بلال يؤذن فوقه من أول ما أذن إلى أن بنى رسول الله عليه السلام مسجده، فكل يؤذن بعده على ظهر المسجد، وقد رفع له شيء فوق ظهره، وأول من أقام عبد الله بن زيد وزاد بلال في أذان الصبح بعد الحيعلات الصلاة خير من النوم مرتين، فأقرها عليه السلام؛ أي: اليقظة الحاصلة للصلاة خير من الراحة الحاصلة بالنوم، ويقول المجيب عنده: صدقت وبالخير نطقت.
وعند قوله في الإقامة: قد قامت الصلاة، أقامها الله وأدامها ويقيم من أذن لا غيره إلا بإذنه.
وفي بعض الروايات أنه عليه السلام: «أذن مرة واحدة في السفر على راحلته».
ويروى: أن بلالًا كان يبدل الشين في أشهد سينًا، فقال عليه السلام سين بلال عند الله شين كما في إنسان العيون.
وأول من زاد الأذان الأول في الجمعة عثمان رضي الله عنه زاده ليؤذن أهل السوق، فيأتون إلى المسجد.
وكان في زمانه عليه السلام وزمان أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه أذان واحد حين يجلس الإمام على المنبر، والتذكير قبل الأذان الأول الذي هو التسبيح أحدث بعد السبعمائة في زمن الناصر محمد بن قلاوون لأجل التبكير المطلوب في الجمعة، وأول ما أحدثت الصلاة والسلام على النبي عليه السلام بعد تمام الأذان في زمن السلطان المنصور الحاجي بن الأشرف شعبان بن حسن بن محمد بن قلاوون في أواخر القرن الثامن، وأول من أحدث أذان اثنين معًا بنو أمية، وأول من وضع إحدى يديه عند أذنيه في الأذان ابن الأصم مؤذن الحجاج بن يوسف.
وكان المؤذنون يجعلون أصابعهم في آذانهم، وأول من رقى منارة مصر للأذان شرحبيل المذكور.
وفي عرافته بنى مسلمة المنابر للأذان بأمر معاوية، ولم تكن قبل ذلك، وأول من عرف على المؤذنين سالم بن عامر أقامه عمرو بن العاص، فلما مات عرف عليهم أخاه شرحبيل، وأول من رزق المؤذنين عثمان رضي الله عنه، والجهر واجب في الأذان لإعلام الناس، ولذا سن أن يكون في موضع عالٍ، ولو أذن لنفسه خافت، وأما التكبيرات في الصلاة، فالمؤذن يرفع صوته لتبليغ التكبير لمن بعد عن الإمام من المقتدين، فإن كان في صوت الإمام كفاية، فالتبليغ مكروه، كما في إنسان العيون.
يقول الفقير: أما سر عدد المنارات في الحرم النبوي.
وهي اليوم خمس فإشارة إلى الأوقات الخمسة، فهو صورة بالدعوات الخمس في الساعات الأربع والعشرين المشتمل عليها الليل والنهار، وأول من قدر الساعات الاثنتي عشرة نوح عليه السلام في السفينة، ليعرف بها مواقيت الصلوات، وأما سر عددها في الحرم المكي، وهي سبع الآن، فإشارة إلى مراتب الدعوة إلى الفناء، وهي سبع عدد الأسماء السبعة التي آخرها القهار، فإن الكعبة إشارة إلى الذات الأحدية ومراتبها عروجًا هي مراتب الفناء، إذ البقاء إنما هو بعد النزول، ولذا أمر عليه السلام بالهجرة إلى المدينة لتتحقق مرتبة البقاء فللكعبة منارة أخرى هي الثامنة من المنارات، وهي منارة البقاء، لكنها في بطن الكعبة مدفونة تحتها، ولم يكن لها ظهور فوق الأرض إلا بحسب المكاشفة كوشفت عنها حين مجاورتي في الحرم وكان للحرم المكي في الأوائل خمسون منارة على ما طالعته في تاريخ القطبي بعضها في الحرم وبعضها على رءوس الجبال التي هي بينها كل ذلك لإعلام الأوقات، فهي إشارة إلى أصل الصلوات المفروضة ليلة المعراج، وهي خمسون حتى خففها الله تعالى، فبقيت منها خمس، ولله في كل شيء حكمة عجيبة ومصلحة بديعة. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} بعد استيفاء الكلام على ما أصاب الأممَ الماضية المشركين المكذبين من عذاب الدنيا وما أُعدّ لهم من عذاب الآخرة مما فيه عبرة للمشركين الذين كذبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم بطريق التعريض، ثم أنذروا بالتصريح بما سيحلّ بهم في الآخرة، ووصف بعض أهواله، تشَوَّفَ السامعُ إلى معرفة حظ المؤمنين ووصففِ حالهم فجاء قوله: {إنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا الله} الخ، بيانًا للمترقب وبشرى للمتطلب، فالجملة استئناف بياني ناشىء عما تقدم من قوله: {ويَوْمَ نَحْشُرُ أعدَاءَ الله إلَى النَّارِ} [فصلت: 19] إلى قوله: {مِنَ الأَسْفَلِينَ} [فصلت: 29].
وافتتاح الجملة بحرف التوكيد منظور فيه إلى إنكار المشركين ذلك، ففي توكيد الخبر زيادة قمع لهم.
ومعنى {قالوا ربُّنا الله} أنهم صدعوا بذلك ولم يخشَوا أحدًا بإعلانهم التوحيد، فقولُهم تصريح بما في اعتقادهم لأن المراد بهم قالوا ذلك عن اعتقاد، فإن الأصل في الكلام الصدق وهو مطابقة الخبر الواقع وما في الوجود الخارجي.
وقوله: {رَبُّنَا الله} يفيد الحصر بتعريف المسند إليه والمسند، أي لا ربّ لنا إلا الله، وذلك جامع لأصل الاعتقادِ الحق لأن الإِقرار بالتوحيد يزيل المانع من تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به إذ لم يصُدَّ المشركين عن الإِيمان بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه أمرهم بنبذ عبادة غير الله، ولأن التكذيب بالبعث تلقوه من دعاة الشرك.
والاستقامة حقيقتها: عدم الاعوجاج والميللِ، والسين والتاء فيها للمبالغة في التقوّم، فحقيقة استقام: استقَل غير مائل ولا منحن.
وتطلق الاستقامة بوجه الاستعارة على ما يجمع معنى حسن العمل والسيرة على الحق والصدق قال تعالى: {فاسْتَقِيموا إليه واستَغْفروه} [فصلت: 6] وقال: {فاستقم كما أمرت} [هود: 112]، ويقال: استقامت البلاد للملك، أي أطاعت، ومنه قوله تعالى: {فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} [التوبة: 7].
ف {استقاموا} هنا يشمل معنى الوفاء بما كلفوا به وأول ما يشمل من ذلك أن يثبتوا على أصل التوحيد، أي لا يغيروا ولا يرجعوا عنه.
ومن معنى هذه الآية ما روي في صحيح مسلم عن سفيان الثقفي قال: قلتُ: يا رسول الله قُل لي في الإِسلام قولًا لا أسألُ عنه أحدًا غيرَك.
قال: «قُل آمنت بالله ثم استقِمْ».
وعن أبي بكر {ثُمَّ استقاموا}: لم يشركوا بالله شيئًا.
وعن عمر: استقاموا على الطريقة لطاعته ثم لم يروغوا روغان الثعَالب.
وقال عثمان: ثم أخلَصوا العمل لله.
وعن علي: ثم أدّوا الفرائض.
فقد تولى تفسير هذه الآية الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم.
وكل هذه الأقوال ترجع إلى معنى الاستقامة في الإِيمان وآثاره، وعناية هؤلاء الأربعة أقطاب الإسلام ببيان الاستقامة مُشير إلى أهميتها في الدين.
وتعريب المسند إليه بالموصولية دون أن يقال: إن المؤمنين ونحوه لما في الصلة من الإِيماء إلى أنها سبب ثبوت المسند للمسند إليه فيفيد أن تنزل الملائكة عليهم بتلك الكَرامة مسبَّب على قولهم: {رَبُّنَا الله} واستقامتهم فإن الاعتقاد الحق والإِقبال على العمل الصالح هما سبب الفوز.
و{ثُم} للتراخي الرتبي لأن الاستقامة زائدة في المرتبة على الإِقرار بالتوحيد لأنها تشمله وتشمل الثبات عليه والعملَ بما يستدعيه، ولأن الاستقامة دليل على أن قولهم: {رَبُّنَا الله} كان قولًا منبعثًا عن اعتقاد الضمير والمعرفة الحقيقية.
وجَمَع قولُه: {قَالُوا رَبُّنا الله ثُمَّ استقاموا} أَصْلَي الكمال الإسلامي، فقوله: {قالُوا رَبُّنَا الله} مشير إلى الكمال النفساني وهو معرفة الحق للاهتداء به، ومعرفة الخير لأجل العمل به، فالكمال علم يقيني وعمل صالح، فمعرفة الله بالإِلهية هي أساس العلم اليقيني.
وأشار قوله: {استقاموا} إلى أساس الأعمال الصالحة وهو الاستقامة على الحق، أي أن يكون وسطًا غير مائل إلى طرفَي الإِفراط والتفريط قال تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} [الفاتحة: 6] وقال: {وكذلك جعلناكم أمة وسطًا} [البقرة: 143] على أن كمال الاعتقاد راجع إلى الاستقامة، فالاعتقاد الحق أن لا يتوغل في جانب النفي إلى حيث ينتهي إلى التعطيل، ولا يتوغل في جانب الإِثبات إلى حيث ينتهي إلى التّشبيه والتمثيل بل يمشي على الخط المستقيم الفاصل بين التشبيه والتعطيل، ويستمر كذلك فاصلًا بين الجبريّ والقدَريّ، وبين الرجاء والقنوط، وفي الأعمال بين الغلوّ والتفريط.
وتنزُّلُ الملائكة على المؤمنين يحتمل أن يكون في وقت الحشر كما دل عليه قولهم: {الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ}، وكما يقتضيه كلامهم لهم لأن ظاهر الخطاب أنه حقيقة، فذلك مقابل قوله: {ويَوْمَ نَحْشُر أعْدَاء الله إلَى النَّارِ فَهُم يُوزَعُونَ} [فصلت: 19]، فأولئك تلاقيهم الملائكة بالوزع، والمؤمنون تتنزل عليهم الملائكة بالأمن.
وذِكر التنزل هنا للتنويه بشأن المؤمنين أن الملائكة ينزلون من علوياتهم لأجلهم فأما أعداء الله فهم يجدون الملائكة حُضَّرًا في المحشر يَزَعُونهم وليسوا يتنزلون لأجلهم فثبت للمؤمنين بهذا كرامة ككرامة الأنبياء والمرسلين إذ يُنزّل الله عليهم الملائكة.
والمعنى: أنه يتنزل على كل مؤمن مَلَكان هما الحافظان اللذان كانا يكتبان أعماله في الدنيا.
ولتضمن {تَتَنَزَّلُ} معنى القول وردت بعده أنْ التفسيرية والتقدير: يقولون لا تخافوا ولا تحزنوا.
ويجوز أن يكون تنزل الملائكة عليهم في الدنيا، وهو تنزل خفيّ يعرف بحصول آثاره في نفوس المؤمنين ويكون الخطاب ب {لا تخافوا ولا تحزنوا} بمعنى إلقائهم في رُوعهم عكس وسوسة الشياطين القرناء بالتزيين، أي يُلقون في أنفس المؤمنين ما يصرفهم عن الخوف والحزن ويذكرهم بالجنة فتحِل فيهم السكينة فتنشرح صدورهم بالثقة بحلولها، ويلقُون في نفوسهم نَبذ ولاية من ليسوا من حزب الله، فذلك مقابل قوله: {وَقَيَّضْنا لَهُم قُرَنَاءَ} [فصلت: 25] الآية فإنه تقييض في الدنيا.
وهذا يقتضي أن المؤمنين الكاملين لا يخافون غير الله، ولا يحزنون على ما يصيبهم، ويوقنون أن كل شيء بقدر، وهم فرحون بما يترقبون من فضل الله.
وعلى هذا المعنى فقوله: {الَّتِي كُنتُم} تُعتبرُ كان فيه مزيدة للتأكيد، ويكون المضارع في {تُوعَدُونَ} على أصل استعماله للحال والاستقبال، ويكون قولهم: {نَحنُ أولِياؤكُم فِي الحياةِ الدُّنيا وفي الآخِرَة} تأييدًا لهم في الدنيا ووعدًا بنفعهم في الآخرة.
و{لا} ناهية، والمقصود من النهي عن الخوف: النهي عن سببه، وهو توقع الضر، أي لا تحسبوا أن الله معاقبكم، فالنهي كناية عن التأمين من جانب الله تعالى لأنهم إذا تحققوا الأمن زال خوفهم، وهذا تطمين من الملائكة لأَنْفُس المؤمنين.
والخوف: غمّ في النفس ينشأ عن ظن حصول مكروه شديد.
والحزَن: غمّ في النفس ينشأ عن وقوع مكروه بفوَاتتِ نفععٍ أو حصول ضرّ.
وألحقوا بتأمينهم بشارتهم، لأن وقع النعيم في النفس موقعَ المسرة إذَا لم يخالطه توقع المكروه.
ووصفُ الجنة ب {الَّتِي كُنتُم تُوعَدُونَ} تذكير لهم بأعمالهم التي وعدوا عليها بالجنة، وتعجيل لهم بمسرة الفوز برضى الله، وتحقيق وعده، أي التي كنتم توعدونها في الدنيا.
وفي ذكر فعل الكون تنبيه على أنهم متأصلون في الوعد بالجنة وذلك من سابق إيمانهم وأعمالهم.
وفي التعبير بالمضارع في {تُوعَدُونَ} إفادة أنهم قد تكرر وعدهم بها، وذلك بتكرر الأعمال الموعود لأجلها وبتكرر الوعد في مواقع التذكير والتبشير.
وقول الملائكة: {نَحْنُ أولِيَاؤُكُم في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفي الآخِرَةِ} تعريف بأنفسهم للمؤمنين تأنيسًا لهم.
فإن العلم بأن المتلقِّيَ صاحب قديم يزيد نفس القادم انشراحًا وأنسًا ويزيل عنه دهشة القدوم، يُخفف عنه من حشمة الضيافة، ويزيل عنه وحشة الاغتراب، أي نحن الذين كنا في صحبتكم في الدنيا، إذ كانوا يكتبون حسناتهم ويشهدون عند الله بصلاتهم كما في حديث: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلّون وتركناهم وهم يصلون».
وقد حفظوا العهد فكانوا أولياء المؤمنين في الآخرة، وقد جيء بهذا القول معترضًا بين صفات الجنة ليتحقق المؤمنون أن بشارتهم بالجنة بشارة محب يفرح لحبيبه بالخير ويسعى ليزيده.
واعلم أن قوله: {في الحَياةِ الدُّنيا} إشارة إلى مقابلة قوله في المشركين {وَقَيَّضْنَا لَهُم قُرَنَاءَ} [فصلت: 25] فكما قيّض للكافر قرناء في الدنيا قيّض للمؤمنين ملائكة يكونون قرناءَهم في الدنيا، وكما أنطق أتباعهم باللائمة عليهم أنطق الملائكة بالثناء على المؤمنين.
وهذه الآية تقتضي أن هذا الصنف من الملائكة خاص برفقة المؤمنين وولائهم ولا حظ للكافرين فيهم، فإن كان الحفظة من خصائص المؤمنين كما نقله ابن ناجي في شرح الرسالة فمعنى ولايتهم للمؤمنين ظاهر، وإن كان الحفظة موكَّلين على المؤمنين والكافرين كما مشى عليه الجمهور وهو ظاهر قوله تعالى: {كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كرامًا كاتبين يعلمون ما تفعلون} [الانفطار: 9 12] فهذا صنف من الملائكة موكّل بحفظ المؤمنين في الدنيا، وهم غير الحفظة، وقد يكون هذا الصنف من الملائكة هو المسمى بالمعقبات في قوله تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللَّه} حسب ما تقدم في سورة الرعد (11).
وقد دلت عدة آثار متفاوتة في القبول على أن الملائكة الذين لهم علاقة بالناس عمومًا أو بالمؤمنين خاصة أصناف كثيرة.
وعن عثمان أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كم من ملَك على الإِنسان، فذكر له عشرين مَلكًا.